مرثيه: الى القائد والمعلم عبدالله الأصنج
أيها الرجل العظيم .
لن تستطيع الكلمات أن تعبر عن الذهول الذي أحدثه خبر رحيلك.
ولن يقدر
البيان على تصوير الفاجعة التي حلت ببني قومك وأنت تفارق ساحات الصدام في وقت اشتدت فيه الحاجة إلى صمودك وشجاعتك وعنفوانك في مواجهة الخصم .
إن الآمال الكبار التي خفق بها قلبك الكبير وحملها منكباك القويان كانت هموم قومك وأحلامهم .
لقد أحببناك واحبك شعبك والتف من حولك في الشدائد يعطيك من ثقته وتأييدهما يعز نظيره وها هي اليوم تصعق لفقدانك أيها القائد والمعلم.
ولكنك لم ترحل يافارس السياسه وعاشقها وصانع فنونها في عالمنا.
رحلت جسداً عن هذه الفانيه، ولم ترحل عن وجداننا وقناديل أفكارك مازالت تشع بداخلنا تبعث الضؤ لمسارات مشوار النضال الطويل الذي رسمته انت ورفاقك منذ أكثر من نصف قرن.
ذلك المشوار الذي احتضنت بواكيره شوارع غاليتنا عدن، تفتقت فيها، أنت ورفاقك، بذور أحلامكم وانتم صبية في العمر وكبار في طموحاتكم وأهدافكم .. شامخي الرؤوس والهامات .. بحماسكم العالي المشفوع بكبرياء العزه حين كنتم ترسمون ملامح عهد كفاح ضد الظلم والقهر والرغبه في التحرر والإستقلال.. ترفعكم سواعد أبناء شعبكم عالياً .. وتزيدها حماسة خطاباتك أنت أيها القائد والمعلم المفعمه بمفاهيم و رؤى جديده لم يألفها شعبك من قبل وكنت انت المؤسس لها.
لم تثنيك أبداً تهديدات خصوم حلمك ووعيدهم المتصاعد.. فمضيت تقارعهم تأخذك راحلتك الى كافة أصقاع الدنيا حتى الى قعر دارهم .. تحمل قلبك على إحدى يديك وبالأخرى مطالب شعبك .. " الحريه، الحريه، الحريه.. فلاكرامة بدون حريه " ..
كنت دائما الهاجس والكابوس الذي يقظ مضاجع أعداء الحريه، وتحملت عناء مواجهتهم وتكبدت مشقة دسائسهم طيلة حياتك.. وظل الإصرار عنوانك والإنتصار لقضية شعبك العادله هدفاً لاتحيد عنه، فتكالبوا عليك بمكرهم فلم تجزع، وتحايلوا بخبثهم للنيل منك ومن حلمك ولم تركع.. هكذا انت أيها القائد الشجاع لكنهم، هم لم يعرفوك، وحسبي أن شعبك كان يعرفك ولهذا كان وحده يثق بك.
ومنذ وعيت أنا الدنيا عرفتك.. كنت أنت الأقرب لوالدي (رحمة الله عليه)، زميلاً في الدراسه ورفيقا في درب النضال.. عرفكم مع بقية رفاقكم الشعب في عدن والجنوب وعموم اليمن.. شركاء المشروع والحلم الوطني، توحد فيكم الهدف فوحد ذلك معاناتكم من بطش المستعمر ومحاكماته ومعتقلاته .. وحد فيكم ملاحقة الخصوم والإقصاء والعيش في المنافي بعد الإستقلال. وكنت آخر من القى نظرة وداع عليه ويعطره وهو مسجى يغتسل لملاقاة ربه.
عرفتك أنا شخصياً الوفي بعد وفاة والدي بسؤالك الدائم عني .. ووجدتك أول من يحضر الى جانبي وأنا اضع مولودي (محمد)، وعرفتك المعلم وانت تدفعني الى معترك النشاط المدني والسياسي وترشدني الى الضرورات والمحظورات، وعرفتك القائد وانت ترسم لناجميعا أسس وخطوات العمل الوطني في المراحل القادمه.
عرفتك، وأنا أقلب كتب تاريخنا السياسي المعاصر، عنصراً فاعلاً في كل محطاته، حكيماً في القرار ومحنكاً في الأداء وصلباً وشجاعاً في المواقف.
فكيف لك بعد كل هذا أن تغادرنا أو تغيب عنا.!!!
المحاميه/ رندا محمد سالم علي
عضوة لجنة صياغة الدستور
مرسلة من قبل الزميل عبدالله الشرفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق